.


أيها الجرح النازف في ذاكرة الزمن ..
 يا عروس البوسنة في قلب البلقان ..
 دماؤك ما زالت تنزف ألماً و آسى ..
 لكنك أكبر من ذلك .
 استمعي إلى خرير المياه وهي تغسل وجهك الصبوح
 من أدران الغدر والخيانة ..
 (( الجسرُ له عيون )) …
 يحدقُ في الطرقات ..
 من القادم يا ترى ؟!!!!
 اختلطت الألوان ولم يعد سوى لون الدم يصبغ المكان ..
 ليترك بصمته على جبين  العصر ..
 سرايفو …
 تطل المآذن لترسم لوحة من الأمل في أفق الحزن العابس ..
 تحكي ملامحها المهترئة قصة الوحشية والعنصرية الصربية التي أرادتها ركاماً و أنقاضاً ..
 إنه الحقد حين يستولي على النفوس ليصبغها بلون الدم ..
 سرايفو …
 من حنايا الحزن بدأ المسير إلى النصر ..
 ومن رحم المعاناة ولد جيل النصر اللذين أعادوا البسمة إلى الشفاه الذابلة وهم يدحرون الغزاة ليطهروا الأرض من رجزهم ..
 وبدأ الحق يعلوا وبدأ النصر يلوح في الأفق وعلى مشارف (( بانيولوكا )) كان الموعد مع الحلم الكبير ..
 أن يندفن وكر الخيانة إلى الأبد و أن يعود السلام والإسلام يرفرف على المنائر والمنابر ..
 لم تمارسي الانتقام لأن الكريم لا يثأر إلا لدينه فحسب وقبل اكتمال قوس النصر تدافع ثعالب أوروبا ليوقفوا مسيرة التحرير ..
 ويفرضوا السلام !!
 و أي سلام بعد أكثر من ست سنوات من القتل والدمار والتطهير ..
 إنه المذاق المر للسلام ..
 ومددت كفك رغم كل الجراح…
 لكن مازالت نواياهم تخبئ الغدر والخديعة
 لكن ستبقين أنت أكبر من غدرهم ومكرهم ….
 وستعيدين لهم الدرس مرة بعد مرة
 حماك الله يا دوحة الإسلام في قلب أوروبا الخاوي ..